على الرغم من التغيرات الكبيرة في مجال التعليم والتعلم، إلا أن البيئة الأكاديمية شهدت نموًا في التعليم الإلكتروني على مدار السنوات القليلة الماضية. أدى الارتفاع في تكلفة التعليم الجامعي إلى توجه الكثير من الطلاب إلى حلول أقل تكلفة، مما أدى إلى خلق تجربة جديدة هجينة تجمع بين التعلم الإلكتروني والتعلم الجامعي. أحد الاعتبارات الأخرى هو التنوع العمري للطلاب الجامعيين؛ حيث أن هنالك العديد من الطلاب الذين يريدون الحصول على درجة جامعية بعد عمر الـ25 إلى جانب قيامهم بوظائف أخرى، مما قد يجعلهم يفضلون التعلم الإلكتروني. ولتلبية احتياجات الطلاب والمؤسسات التي تشارك في التعلم عن بعد، على المكتبات إيجاد طرق لتكون سريعة. من أهم هذه الطرق هي وضع التصميم الأمثل لموقع المكتبة الإلكتروني.
عادةً ما يتم التخطيط لتصميم المواقع الإلكترونية عبر أسس محددة، مثل ترتيب المعلومات والتطبيقات البصرية واللغة والخط، ولكن التصميمات الحديثة لمواقع المكتبات الإلكترونية تتخطى هذه الأسس والجماليات للاهتمام بموضوعات أساسية أخرى مثل التكامل وتكوينات البحث وطرق التحقق من الهوية وتطبيقات الهاتف.
فلنبدأ بالأساسيات
وفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته EBSCO على سير أبحاث الطلاب الجامعيين، قام 40% منهم بتقييم مواقع مكتباتهم الإلكترونية على أنها تتراوح بين معتدلة إلى صعبة التعامل معها، بينما عبر 15% عن عدم استخدامهم لها أبدًا. تتفاقم هذه الصعوبات بشكل أكبر عند محاولة الطالب الوصول لموقع المكتبة عن بعد. إن أساسيات تصميم مواقع المكتبات الإلكترونية ضرورية لخلق تجربة مستخدم مثالية، ويتضمن ذلك الترتيب المنظم للمعلومات، والتصميم البصري الجذاب الذي يلائم الأجهزة المختلفة ومتطلبات الدخول، واستخدام لغة واضحة وموجزة بحيث تكون قصيرة وذات مردود عملي.
تطويرًا لهذه الأسس، يجب أن يكون موقع المكتبة الإلكتروني مستدام، حيث يجب أن يعمل الموقع بأقصى سرعة وعلى أوسع نطاق بغض النظر عن الجهاز أو المتصفح المستخدم للوصول إليه، وذلك بغض النظر عن التغيرات أو التحسينات أو الإصدارات الهامة التي تصدرها المكتبة بالتعاون مع المنصات الخارجية. الاستدامة هي مفتاح مواقع المكتبات للاستمرار في تلبية احتياجات التعلم المتغيرة وضمان عدم إرهاق العاملين بالأعمال الفنية التي قد لا يكونون مستعدين لها.
التصميمات الحديثة لمواقع المكتبات الإلكترونية تتخطى الجماليات للاهتمام بموضوعات أساسية أخرى مثل التكامل وتكوينات البحث وطرق التحقق من الهوية وتطبيقات الهاتف الذكي.
التصميمات الحديثة لمواقع المكتبات الإلكترونية تتخطى الجماليات للاهتمام بموضوعات أساسية أخرى مثل التكامل وتكوينات البحث وطرق التحقق من الهوية وتطبيقات الهاتف الذكي.
تكامل التحقق من الهوية
يحتاج المستخدمون إلى الوصول بسهولة وأمن لجميع المحتويات التي تقدمها المكتبة، ولكن طاقم عمل المكتبات يواجه صعوبة الاعتماد على فريق تكنولوجيا المعلومات أو الغير لتشكيل وتنفيذ طرق التحقق من الهوية. يؤدي استخدام موقع المكتبة الإلكتروني، والذي يمكن لموظفي المكتبة من خلاله صياغة تسجيل الدخول الفردي بسهولة عبر لوحة تحكم الموقع، إلى تقليل النفقات غير المباشرة بشكل كبير، إلى جانب توفير الوقت وتفادي التكاليف غير المخطط لها. إضافةً إلى ذلك، يجب على منصات مواقع المكتبات السماح للعمال باختيار أفضل تكامل للتحقق من الهوية – مما يؤدي إلى جعل الموقع سريع ومستدام لتلبية جميع احتياجات التعلم.
تكوين مجموعات
تدرك المكتبات الحاجة إلى دمج الفهارس والموارد مفتوحة المصدر وتطبيقات التعلم التي يتم شراؤها. مع تزايد الحاجة إلى جمع المعلومات الجديدة بسرعة، يمكن لموقع المكتبة الإلكتروني أن يصبح المكان الأفضل لربط المفاهيم ببعضها ونشر التحديثات الفورية. هذا بالطبع يعني إيجاد منصة للموقع الإلكتروني مصممة خصيصًا لخدمة احتياجات المكتبات، بحيث تستطيع هذه المنصة أن تطبق البيانات الوصفية الأساسية على مجموعة المكتبة لفهرستها سريعًا وتطبيق تكنولوجيا البحث الذكي لتضمين مجموعات بجانب النتائج التي تظهر من خدمات discovery والفهارس وغيرها. يستطيع الموقع الإلكتروني بهذا الشكل تعزيز استخدام الموارد وتقديم اتساعًا وعمقًا للمعلومات للمتعلمين.
الانتقال إلى الهواتف الذكية (التطبيقات)
أوضحت دراسة على مستخدمي EBSCO عام 2019 أن مستخدمي المكتبة يستخدمون تطبيقات الهاتف للقيام بالبحث السريع وتنظيم المحتوى. من المرجح أن مستخدمي المكتبة ذوي الاحتياجات طويلة المدى – أولئك الذين يقومون بعمل أطروحات أو منشورات – يستخدمون تطبيق الهاتف في أبحاثهم. إن التفكير في استراتيجية منفصلة للهاتف المحمول بتطبيقات إضافية يسمح باستمرار تحسين تجربة المستخدم. تسمح التطبيقات الأكثر تعقيدًا لمستخدمي المكتبات بتصفح الفهارس وتعليق الحجوزات وعرض تفاصيل الحساب.
بغض النظر عن الأسباب أو التوجهات أو حالة العالم المتعسرة الحالية، إن إنشاء موقع إلكتروني لمكتبتك وإتاحة الدخول الأمثل يسمح للمكتبة بأن تكون سريعة عن طريق الاستجابة السريعة لاحتياجات المستخدم، ومواكبة توقعات الطلاب، وزيادة استخدام الموارد وإثبات قيمتها.