بصفتي ممرضة، أتفهم التحديات والمزايا التي تصاحب العمل في مجال الرعاية الصحية. على الرغم من أن هذه الوظيفة مرضية للغاية، إلا أنها أيضًا مجهدة بشكل كبير. يُعد الإجهاد مشكلة كبيرة تواجه الممرضين اليوم بشكل أكبر من ذي قبل، حيث يمكن أن يكون للإجهاد تأثير كبير علينا كممرضين وعلى المرضى أيضًا. أود في هذا المقال أن أشارككم آرائي حول استراتيجيات السيطرة على الإجهاد، بالإضافة إلى كيفية زيادة معدلات السعادة والامتنان داخل بيئة العمل.
الأمور التي نعرفها ونتفهمها
يُعد الإجهاد شعورًا طبيعيًا في حياتنا، ومنال حتمي أن يشعر جميع الممرضين بالإجهاد في فترة ما خلال مسيرتهم المهنية. ولكن يمكن أن يكون الإجهاد مؤذ للغاية إذا تحول إلى إجهاد مزمن وقهري. يعود الإجهاد في مجال التمريض إلى عدة عوامل، أهمها ساعات العمل الطويلة، وأعباء العمل الشاقة، ونقص الدعم المعنوي، والتعرض لأحداث عنيفة أو صادمة.
لا نبالغ في التعبير عن تأثير الإجهاد والإرهاق على الممرضات والمرضى، فالممرضون الذين يعانون من الإرهاق يشعرون بعدة أعراض مختلفة، منها التعب وسرعة الانفعال والتشاؤم ونقص الشعور بالإنجاز. قد تؤدي هذه الأعراض إلى نقص الرضى الوظيفي وزيادة الغياب وقلة التفاعل، بل وترك العمل بشكل نهائي.
أوضحت الدراسات أن شعور الممرضين بالإجهاد يمكن أن يصاحبه زيادة الأخطاء الطبية وتدهور حالة المرضى، فضلًا عن نقص رضى المرضى.
استراتيجيات التحكم في الإجهاد في مجال التمريض
يُعد التعرف على أعراض الإجهاد هو الخطوة الأولى. اسأل نفسك: هل تعاني من الإرهاق الشديد أو نقص الحماس؟ أو سرعة الانفعال أو تقلب المزاج؟ أو صعوبة في النوم؟ أو أعراض جسدية كالصداع أو آلام المعدة؟ أو زيادة في استخدام الكحول أو العقاقير؟
تُعد العناية بالذات ضرورية لتحقيق النجاح، لذا يجب عليك وضعها كنشاط أساسي في جدولك الأسبوعي.
قد تتضمن أنشطة العناية بالذات أخذ قسط كافٍ من النوم أو أخذ قيلولة، أو تناول طعام صحي، أو التنزه في الطبيعة، أو الاستمتاع بجلسة مساج أو العناية بالقدمين، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، أو البحث عن هواية مسلية، أو أي نشاط آخر يحقق لك السعادة.
فليكن هنالك نظام دعم إلى جانبك لمساعدتك في التعامل مع لحظات الإجهاد الشديد. قد يتضمن ذلك الحديث مع صديق وفي أو فرد من عائلتك، أو طلب المساعدة من طبيب نفسي أو رجال الدين، أو التواصل مع الممرضين الآخرين الذين يتفهمون مشاعرك.
يُعد وضع الحدود أحد الخطوات الهامة في السيطرة على مستويات الإجهاد. على سبيل المثال: تعلم كيفية رفض العمل في ورديات إضافية أو تحمل مسئوليات إضافية بطريقة لبقة، أو وضع حدود لوقت عملك خارج ساعات العمل الرسمية.
ركز على الوقت الحالي والشعور بالرضى عن أفكارك ومشاعرك دون الحكم عليها. يمكن لذلك أن يُمثل أداة قوية تساعدك في التحكم بالإجهاد. حاول أن تقوم بإدخال تدريبات اليقظة في يوم العمل، مثل التنفس بعمق وبطء قبل الدخول إلى غرف المرضى، ومحاولة تخيل بقعة يعمها السلام والهدوء إذا كنت مُحاطًا بالضوضاء، وأخيرًا حاول اتباع بعض أوضاع اليوغا للشعور بالراحة النفسية والجسدية كلما أمكن ذلك.
الممرضون الذين يعانون من الإرهاق يشعرون بعدة أعراض مختلفة، منها التعب وسرعة الانفعال والتشاؤم ونقص الشعور بالإنجاز. قد تؤدي هذه الأعراض إلى نقص الرضى الوظيفي وزيادة الغياب وقلة التفاعل، بل وترك العمل بشكل نهائي.
الممرضون الذين يعانون من الإرهاق يشعرون بعدة أعراض مختلفة، منها التعب وسرعة الانفعال والتشاؤم ونقص الشعور بالإنجاز. قد تؤدي هذه الأعراض إلى نقص الرضى الوظيفي وزيادة الغياب وقلة التفاعل، بل وترك العمل بشكل نهائي.
تنمية الشعور بالسعادة والامتنان في مجال التمريض
على الرغم من أهمية التعامل مع الإجهاد والحد من الشعور بالإرهاق، إلا أنه من الهام أيضًا تنمية الشعور بالسعادة والامتنان تجاه عملك. إن العثور على معنى لعملك سيساعدك على الشعور بالإنجاز والتفاعل مع المحيطين بك، وقد يتضمن ذلك التفكير في سبب انضمامك لمجال التمريض أو العثور على طرق مبتكرة للتواصل مع المرضى.
إن بناء علاقات إيجابية مع زملائك في العمل سيساعدك على الاتصال بشكل أكبر ببيئة عملك. يمكن أن يتضمن ذلك تنظيم فعاليات اجتماعية أو ببساطة تخصيص بعض الوقت للتعرف على زملائك وأسرهم على المستوى الشخصي.
خذ وقتك في الاحتفاء بنجاحاتك بغض النظر عن حجمها، فإن ذلك سيحفزك للاستمرار ويدفعك للتفاعل في بيئة عملك. ركز على إيجابيات يومك واظهر امتنانك للآخرين حتى وإن كان ذلك عبر بادرة بسيطة.
إن توقع الكثير من الآخرين يجعل الكثير منا عرضة للشعور بالتعاسة، لذا حاول تغيير توقعاتك تجاه تصرفات الآخرين أو تفكيرهم. لا تقارن نفسك بالآخرين لأن ذلك سيزيد من شعورك بخيبة الأمل بل وبالغضب أيضًا تجاه عملك.
على الرغم من أن الممرضين اليوم يواجهون الإجهاد والإرهاق كونهما مشكلتين شائعتين، إلا أن هنالك استراتيجيات يمكنها المساعدة في السيطرة على هذه المشكلات والحد منها. تستطيع العثور على طريق النجاح وإعادة اكتشاف السعادة في عملك من خلال إيلاء الأولوية للعناية بالذات وتنمية الشعور بالسعادة والامتنان أثناء العمل، إلى جانب طلب المساعدة عند الحاجة إليها.
تذكر أن الاعتناء بذاتك هو أمر ضروري لتقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضاك. إذا كنت تعاني من الإجهاد والإرهاق، لا تترد في طلب المساعدة.